الحلبي والأشقر : نجاحٌ مع مرتبة التميّز

عاجل

الفئة

shadow

*بقلم الإعلامية ندين خزعل*

كلّ صباحٍ يستيقظ وليد حسين، يشرد بمخيلته، ثم يتذكّر أنّه صحافي، يحكّ بقلمه المكسور رأسه ثم يضع العناوين العريضة الثابتة لديه والتي تحوم حولها تخيلاته: وزارة التربية، المدير العام عماد الأشقر، ملفات تربوية ويبدأ بتركيب “بازل” مقالات متناقضة غير مترابطة لا يمكن تصنيفها لا ضمن خانة التحقيقات ولا ضمن خانة مقالات الرأي…

مصادر وليد هي “وليدة” مخيلته، وتنتمي إلى “كلام لزوم ما يلزم” وتستقي المعلومات من “أحاديث نسوة الفرن”…

بلغت مخيلة وليد حدّ فبركة تعرضه لحملة من “مجهولين” هددته وهددت عائلته كما زعم ولئن تضامن معه البعض إلا أنّ “القصة خلصت بأرضها” لأنه من الأساس لا قصة.

وفي الأيام الأخيرة، شكلت الإمتحانات الرسمية مادة دسمة لتهيؤات وليد وضاعفت من نسيج مخيلته فراح يجول ويصول عرضًا وطولًا يلملم خبرًا من هنا وخبرًا من هناك.

آخر إبداعات وليد كانت مقالًا حمل عنوان: (تسريب مسابقات “الثانوي” عمداً: نجاح مضمون للطلاب والوزير)….طبعًا عنوان يتوافق مع شروط الترند ويحاكي مساعي المتآمرين على ضرب القطاع التربوي في لبنان.

كتب وليد: “في الوقائع الميدانية لآخر يوم للامتحانات الرسمية، كانت مسابقة اللغة العربية لفرع الاقتصاد والاجتماع متوسطة الصعوبة على الطلاب. لكن بعض الصفحات التربوية على منصة فيسبوك سربت محتويات النص وموضوع التعبير الكتابي فيها منذ مساء أمس. فكان نص الامتحان عن السعادة وموضوع التعبير الكتابي عن الاعتماد على النفس، وتم تسريبهما قبل 15 ساعة من موعد الامتحان”.

ولكن…
كان الحريّ بوليد التوجه إلى أهل الإختصاص قبل أن يسوق فبركاته..
-أوّلًا إمتحان اللغة العربية لصف الثالث الثانوي فرع الإجتماع والإقتصاد يُصنّفُ سهلًا وليس متوسط الصعوبة.

-ثانيًا من المعروف أن محاور النصوص ومواضيع التعبير الكتابي هي معروفة ومحددة ضمن المنهج المدرسي وبالتالي ترجيحها ليس تسريبًا.

-ثالثًا: كان حريًّا بوليد أقله الإطلاع على مسابقة اللغة العربية قبل سوق الفبركات حول تسريبها.فالنص حمل عنوان” معيار السعادة” للأديب مصطفى المنفلوطي وتناول وجهتي نظر متناقضتين عما إن كان المال أو الضمير هما اللذان يجلبان السعادة كما تحدث عن أهمية الاعتماد على الذات وحصد ما تزرعه اليدين فقط. أمّا موضوعا التعبير الكتابي التي يختار الطالب واحدًا منهما فأتيا من وحي النص ليكون الموضوع الأول حول ايجابيات الإعتماد على النفس وسلبيات الإعتماد على الآخرين والموضوع الثاني حول علاقة المال بالسعادة.

ولأن المادة الدسمة دومًا لترند وليد ولجمع بعض المصفقين حوله هو إسم “عماد الأشقر” استُكملت التهيؤات ليكتب وليد:( فهذا يعني أنها حدثت بعد وضعها مباشرة من اللجنة الفاحصة التي يرأسها المدير العام للتربية، وقبل طباعتها بعد منتصف الليل….بمعنى التسريب وفق منطق التوقعات، فيما وقائع تسريب محتوى مسابقة اللغة العربية والانكليزية قبل 15 ساعة من الامتحان، تثبت بما لا يدع مجالاً للشك بوجود أشخاص في وزارة التربية، من الذين يضعون الأسئلة، يسرّبون المسابقات.)…..

طبعًا اتهامات غير متزنة وغير متوازنة لأن الوقائع التي نسب إليها وليد أنها إثبات لا يدع مجالًا للشك هي بحد ذاتها شكوك لا إثبات لها…..

وبعد….
يعرف القاصي والداني كمَّ التخبط الذي رافق العام الدراسي 2022-2023 وكمًّ الأزمات وكمَّ التحديات لا سيما في ما يخصّ إجراء الإمتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامّة والتي يُسجّلُ لوزارة التربية بشخص الوزير عباس الحلبي والمدير العام عماد الأشقر نجاحهما في إجرائها رغم كلّ الصعوبات: نجاحٌ مع مرتبة التميّز.

وتشهدُ أروقة وزارة التربية على بقاء عماد الأشقر في الوزارة حتى ساعات الفجر لمواكبة كل التفاصيل اللوجستية عن قرب وعن كثب وليبدأ في الصباح جولات مكوكية في مختلف مراكز الإمتحانات في مختلف المناطق اللبنانية للإطلاع على حسن سير الإمتحانات.

وبعد….
طلّاب الصف الثالث الثانوي في العام الدراسي 2022-2023 هم الطلاب الذين نجحوا بالإفادات حين كانوا في صف التاسع الأساسي، وهم الذين استكملوا مناهجهم بتقنية “التعليم عن بعد” وهم الذين عايشوا الأزمة الإقتصادية الضخمة وانهيار الليرة وما ترك ذلك من نتائج مدمرة على القطاع التربوي وبالتالي هم طلاب فاقدهم التعليمي كبير ناهيك عن طلاب المدارس الرسمية الذين بلغت معانتهم أضعافًا مضاعفة، وبالتالي لا بدّ من احتواء هذه الفئة العمرية المتمثلة بحوالي 42000 تلميذ أجروا الإمتحانات الرسمية وسيباشرون تعليمهم الجامعي في العام المقبل…هؤلاء الشباب أمانةٌ في أعناق التربويين والإعلاميين والعاملين الإجتماعيين وبالتالي لا بدّ من تضافر الجهود لدعمهم واحتوائهم وتشجيعهم ورفدهم بالمعنويّات لأنّهم مستقبل لبنان ولأنهم قد يكونون نواة التغيير.

الناشر

Rawan Jamal
Rawan Jamal

shadow

أخبار ذات صلة